الرئيس ميقاتي يشدد على أهمية تحقيق الإستقرار الأمني في لبنان والإصلاح واستقلالية القضاء
الثلاثاء، ١٦ كانون الأول، ٢٠٢٥
شدد الرئيس نجيب ميقاتي "على أهمية السعي لتحقيق الإستقرار الأمني في لبنان والإصلاح في مؤسسات الدولة واستقلالية القضاء، لأن هناك الكثير من الطاقات البشرية اللبنانية مستعدة للعودة إلى هذا البلد والمشاركة في عملية نهوضه".
وأكد "أن هناك الكثير من الطاقات التي يمكن أن نستفيد منها في محافظة الشمال وفي طرابلس بالتحديد"، مشدداً "على ضرورة إعادة النظر بموضوع الضرائب وخفضها تدريجياً عن المناطق التي تبعد عن العاصمة، من أجل إعطاء حوافز ضريبية للمناطق التي تواجه ركوداً قياساً للعاصمة بيروت".
أما وزير الإقتصاد عامر البساط فأكد "إن توفير أرضية للإقتصاد وتأمين الخدمات من كهرباء ومياه ومطار مناسب، وقبل ذلك تحقيق الإستقرار والأمن، كلها أمور تشكل الأرضيه الصالحة لإعادة الطاقات الشابة المهاجرة ووقف نزيف الهجرة".
وشدد على "أن الحلول المرجوة لا يمكن للقطاع العام أن يقوم بها وحده، لأن إمكاناته وقدرته ليست كبيرة، فلنضع القطاع الخاص في الواجهة بعد أن نوفّر له الأجواء المؤاتية والقوانين الواضحة ووقف الفساد"، معتبراً "أن القطاع الخاص أكثر مرونة".
مواقف الرئيس ميقاتي والوزير البساط جاءت في لقاء حواري تحت عنوان "الإقتصاد والابتكار رؤية وزارة الإقتصاد لمستقبل رواد الأعمال"، وذلك في "مركز العزم الثقافي- بيت الفن" في طرابلس.
الرئيس ميقاتي
وفي بداية كلمته قال الرئيس ميقاتي: يسعدني أن أرحب بهذ الحضور الكريم على رأسهم معالي وزير الإقتصاد الذي لم يتردد أبداً في تلبية الدعوة اليوم، لأنه يعلم أن طرابلس تختزن طاقات كبيرة جداً. والأمر الذي زادنا قناعة وجود رئيس مجلس إدارة معرض طرابلس الدولي ورئيس مجلس إدارة المنطقة الإقتصادية الحرة في هذا اللقاء، وما شاهدناه في "مركز العزم الثقافي" اليوم، حيث لاحظنا أن هناك الكثير من الطاقات التي يمكن أن نستفيد منها في محافظة الشمال وفي طرابلس بالتحديد، واليوم هناك فرصة لمعاليه لكي يتحدث عن الخارطة الإقتصادية شمالاً.
ولفت إلى أهمية الاستقرار في لبنان لأن هناك الكثير من الطاقات البشرية اللبنانية الجاهزة للعودة إلى هذا البلد، والمشاركة في عملية نهوضه، ويكون ذلك بتأمين المناخ المناسب، من الإستقرار الأمني والإصلاح في مؤسسات الدولة وأهمّه استقلالية القضاء. وفي حال تمت هذه الأمور الأساسية فإن اللبنانيين قادرون على الإتكال على أنفسهم وعلى جذب الإستثمارات، ونملك القدرة على ذلك ولدينا أفضل المدارس والمستشفيات والطاقات البشرية، وعلينا فقط أن نوفّر المناخ المناسب حتى تبدأ عملية النهوض الاقتصادي.
وشدد على ضرورة إعادة النظر بموضوع الضرائب وخفضها تدريجياً عن المناطق التي تبعد عن العاصمة، من أجل إعطاء حوافز ضريبية للمناطق التي تواجه ركوداً قياساً للعاصمة بيروت.
أضاف: أتمنى أن نصل الى درجة عالية من حسن اختيار موظفي القطاع العام لأنهم العمود الفقري لمؤسسات الدولة، ودعامة أساسية لنهوضها، فلنبدأ بتحسين هذه البيروقراطية لكي تتمكن من بناء دولة حقيقية مكتملة المواصفات".
الوزير البساط
وقال وزير الإقتصاد عامر بساط: لا بد من الإفادة من القوانين وتحقيق المرجو من المرافق في مدينة طرابلس وخاصة المنطقة الإقتصادية الخاصة ومعرض رشيد كرامي الدولي. ويمكن أيضاً الإفادة من خلال القانون الجاري إعداده وهو قانون الشراكة العامة، وذلك بغية استكمال الإجراءات الخاصة في ما يتعلق بمصير مطار القليعات "مطار الرئيس الشهيد رينيه معوض".
وبالنسبة لي فإن فكرة تسهيل الإجراءات وتسهيل الأمور هو شرط مسبق للتنمية كما أننا بحاجة الى حوافز ذكية، وبالطبع لا نحتاج الى حوافز كرتونية، بل الى الإبتعاد عن الخيارات الخشبية خاصة أن هناك حوافز تطبق في أكثر من مكان ما يحتّم علينا إعتماد المرونة.
وقال: في هذا الإطار يمكننا إعتماد الأولوية القطاعية وهذا الأمر مرتبط بقدرات التنافس، وخاصة بالنسبة للشباب في مجالات التكنولوجيا وكل القطاعات الإبداعية.
أضاف: أنا أتفق مع طروحات دولة الرئيس نجيب ميقاتي لجهة تسهيل الإجراءات واستعمال القوانين بشكل ذكي وأيضاً الحوافز الذكية.
وقال: سبق للبنان أن اعتمد على وزارة التخطيط التي ألغيت في وقت سابق، وكان على مجلس الإنماء والإعمار أن يقوم بهذا الدور، أي دور التخطيط، وهو لم يفعل ذلك عملياً وحصر دوره أكثر بالمشاريع، على أمل أن تشمل الخطة المستقبلية قيام وزارة الإقتصاد بهذا الأمر بإشراف رئاسة مجلس الوزراء، وهي تفتح المجال أمام الإعداد لأفق على مدى السنوات المقبلة، ووضع رؤية لمستقبل بلدنا. لقد طلبت رئاسة الحكومة من كل الوزارات تقديم رؤيتها لكي تكون هذه الرؤية شرطاً مسبقاً، إذ لا يمكننا أن نقوم بتنمية حقيقية من دون مراجعة التجارب أو التحضير المسبق. علينا أيضاً أن نلتفت الى هجرة الأدمغة فلا يمكن أن تعود وحدها ونحتاج أيضاً الى أرضية للإقتصاد وتوفير الخدمات من كهرباء ومياه ومطار مناسب، وقبل ذلك تحقيق الإستقرار والأمن. هذه الأمور هي التي تشكل الأرضيه الصالحة لإعادة الطاقات الشابة المهاجرة ووقف نزيف الهجرة.
ورداً على سؤال قال: أنا من الذين يعربون عن قناعتهم الكاملة بأن الحلول المرجوة لا يمكن للقطاع العام أن يقوم بها وحده، لأن إمكاناته وقدرته ليست كبيرة، فلنضع القطاع الخاص في الواجهة بعد أن نوفّر له الأجواء المؤاتية والقوانين الواضحة ووقف الفساد. فالقطاع الخاص أكثر مرونة وأكثر قدرة".

